الاقتصاد الحركي
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /336/
#سوا نيوز :
(في الحركة بركة) كما يُقال في الأمثال الشعبية المتداولة لأن في العمل قيمة وفي الاقتصاد حياة، والحركة في الاقتصاد هي جوهر الاقتصاد وقلبه النابض وبدون هذه الحركة لا نمو ولا تطور ولا تغير.
الاقتصاد الحركي أو المتحرك هو وصف إجمالي لاقتصاد يتميز بالنمو والتغير والتكيف المستمر مع المتغيرات والأوضاع المحلية والعالمية وهو بذلك بعكس الاقتصاد الراكد أو الخمول الذي لا ينجح في توليد محركات النمو الذاتية والفاشل في احداث الفارق التنموي المطلوب.
الاقتصاد الحركي والمتحرك باضطراد هو الاقتصاد الذي يتطور باستمرار ويتكيف مع الصدمات والمتغيرات والتحديات والأحداث الطارئة وهو الذي يتبنى الابتكار والتقانات الجديدة ويجعلها جزءً أساسياً من معادلة نموه وهو الذي يخلق فرصاً جديدةً باستمرار وقطاعاتٍ متجددة ومولدة للقيم المضافة وهو أخيراً يتمتع بالمرونة العالية في سوق العمل وفي سلالسل التوريد للسلع والخدمات.
وبملخص سريع عن خصائص هذا الاقتصاد يمكن أن نورد ما يلي:
الابتكار والتكنولوجيا – تنوع القاعدة الانتاجية وعدم الاكتفاء بمصادر دخل وحيدة والمرونة والسهولة في ممارسة الأعمال- والبنى التحتية الرقمية والمادية شديدة التماسك والقوة- وا لموارد البشرية المتعلمة والماهرة وأخيراً الانفتاح على العالم عبر مشاركة فاعلة في التجارة الدولية والتبادل المعرفي والثقافي.
الاقتصاد الحركي ليس نظاماً بحد ذاته بل هو (صفة ونتيجة) بآنٍ معاً لسياسات ناجحة تشجع على الابتكار والمرونة والانفتاح والمنافسة.
ما أحوج اقتصادنا السوري الجديد والوليد من رحم المعاناة إلى اقتصاد حركي ومتحرك بتلك الخصائص بمجملها أو بجزءٍ منها على الأقل من ما هو متاح من موارد وامكانيات محلية الآن وخارجية في المستقبل القريب، اقتصاد يعتمد المرونة والابتكار وكسر القوالب الجامدة باتجاه فضاء من الحركة البنّاءة لأن في الحركة كما يقال تكمن البركة..
دمشق 26-11-2025
كتبه الدكتور عامر محمد وجيه خربوطلي
مع تحيات العيادة الاقتصادية السورية