حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /332/
سوا نيوز :
استوقفني صباح هذا اليوم خبر يتعلق ببرنامج المعونة الغذائية SNAP الذي تقدمه وزارة الزراعة الأمريكية للأشخاص والعائلات الأكثر فقراً أو محدودي الدخل ضمن شروط ومعايير وتوجهات وهو برنامج اتحادي قد يتأثر حالياً بالحالة الاستثنائية التي تشهدها الولايات المتحددة الأمريكية لتمويل الخدمات والأنشطة الفيدرالية.
ما يهمنا من هذا الخبر أنه حتى في أهم دول العالم الرأسمالية الحرة ذات الاقتصاديات التنافسية هناك برامج تقوم بها الحكومة لدعم الطبقات الأشد فقراً وليست المهمة منوطة فقط بالمنظمات والجمعيات الخيرية وغير الخيرية أو التنموية سواء المحلية أو الخارجية أو الدولية.
هناك دور مهم للحكومة مهما كانت مواردها قليلة أو محدودة لدعم الطبقات الأكثر هشاشة وضعفاً اقتصادياً أو محدودة الدخل، وقد يكون هذا الدعم النقدي أساساً في مجالات التغذية والطعام، وقد يكون في مجال النقل والمواصلات، وقد يكون في مجال الصحة والتعليم وحتى الطاقة والكهرباء، المهم أن لا يبقى هذا الشخص الضعيف اقتصادياً في مهب الريح وأن يكون من يرعاه هو الدولة وليس الجمعيات والأشخاص على أهمية عملها ودورها بالتأكيد.
المطلوب في مرحلة بناء سوريا الحديثة العمل لاستهداف الشرائح المجتمعية الأقل فقراً وفق بيانات وإحصائيات دقيقة وتقديم الدعم المناسب الذي يوفر لهم (الحد الأدنى للمعيشة) سواء كانوا موظفين أو متقاعدين أو عاطلين عن العمل أو حتى العاملين بأعمال حرة غير مدرّة للدخل بشكل كافي.
سوريا التي خرجت للتو من حالة غير مسبوقة من الضعف الاقتصادي والاجتماعي وجعلت حالة الفقر والبطالة من أعلى درجاتها على مستوى العالم، من الأجدر بها تأسيس وإدارة مثل هذه البرامج الداعمة للحفاظ على قوة رأس المال البشري السوري الذي هو منجم سوريا الاقتصادي وعليه أساساً تعتمد جميع برامج الاستثمار والتشغيل والتنمية القادمة.
دمشق 5-11-2025
كتبه الدكتور عامر خربوطلي
مع تحيات العيادة الاقتصادية السورية