ريادة الأعمال…. / حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /308/
سوا نيوز :
مصطلح سحري، سريع الانتشار، قوي الدلالة، عميق النتائج، أدى تطبيقه في أغلب البلدان -إلى احداث نقلة قوية وسريعة باتجاه معدلات أكبر من النمو الاقتصادي وتحسن أوسع في تركيب الناتج المحلي الإجمالي وتقدم كبير في استثمار الأفكار الابتكارية الملهمة، إنه سر نجاح الدول المتقدمة الغنية التي لا تملك بالأصل ثروات باطنية كبيرة، وسر استمرار تفوقها وتحسن دخلها الفردي وتطوير معيشة أفرادها.
ريادة الأعمال بالمختصر المفيد هي إنشاء الأعمال الحرّة الجديدة المتصفة بالإبداع والمتسمة بالمخاطرة والمساهمة في تحقيق الثروة لأصحابها من رواد الأعمال النشيطين المثابرين في زمن قياسي بفعل تطبيق الأفكار الإبداعية والابتكارية في جميع ميادين العمل الاقتصادي المتاحة.
ويطلق لقب رائد أعمال على الشخص الذي ينشئ مشروعاً جديداً بنفسه ويتحمل جميع المخاطر والنتائج المترتبة عن هذا المشروع، وينظر إليه على أنه مبتكر وخلاق ومصدر للأفكار المتجددة والمنتجات والخدمات المستحدثة القابلة للاستمرار والتطوير.
العديد من النظريات الاقتصادية التي صاغت ريادة الأعمال في معادلة النمو الاقتصادي المستمر بدءاً من الفرنسي (جان باتيست ساي) مروراً بابو ريادة الأعمال النمساوي (جوزيف شومبيتر) الذي أطلق عبارته الشهيرة التي أصبحت قاعدة اقتصادية عميقة المدلول ( إن رائد الأعمال الذي يقوم بإنشاء مشروعه الريادي المبتكر هو المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي على المدى الطويل) لأنه يمنح الاقتصاد قوة الدفع التنموية عبر خلق القيم المضافة الجديدة وعبر ضمان استمرارية الاستثمار وتحسين الاستهلاك وعدم الدخول في مخاطر الركود والكساد.
ريادة الأعمال هي جوهر حركة الاقتصاد والفعّال النشط وهي قلب الاقتصاد ووقوده الذي لا ينضب.
الاقتصاد السوري بحاجة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى لدعم محركات ريادة الأعمال وتأمين منظومة هذه الحركية من تشريعات ومنظمات داعمة حكومية وأهلية وخاصة وجامعات ومراكز بحوث.
معادلة النمو الجديدة عالمياً أدخلت مستوى الاستغلال الأمثل لرأس المال كأحد محددات النمو المعتمدة على إدخال التقانات الجديدة وريادة الأعمال لتحقيق عائد أكبر من نفس رأس المال المستثمر، وهذا ما تحتاجه سورية اليوم لمضاعفة قوة الاقتصاد بقيم غير كبيرة من رؤوس الأموال المتاحة.
إنها فرصة سورية الجديدة أن يكون هناك مساحة أكبر لرواد الأعمال الشباب لبناء مشاريعهم الجديدة الرائدة المبتكرة المبدعة في الميادين التي تتناسب مع شغفهم وميولهم وخبراتهم والمعتمدة أصلاً على فجوات طلب تسويقية محلية وخارجية جيدة ومتنامية.
ريادة الأعمال فرصة قد لا تعوض للشباب السوري الطموح في بناء بلده بقدرات وأساليب جديدة غير مسبوقة.
كلما زاد عدد رواد الأعمال ارتفع الاستثمار في سورية وتحسن الدخل وانخفضت البطالة وتراجع التضخم وتحسن الاستهلاك وخُلقت الثروة.
أن تبادر غرفة تجارة دمشق وهي منظمة ذات نفع عام غايتها رعاية المصالح التجارية والدفاع عنها وتمثيلها وتطورها فهذا يمثل خطوة في درب ريادة الأعمال في سورية.
إنها رهان نجاح مستقبل سورية الجديد….
دمشق 23-7-2025
كتبه د.عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية