واقع دون الطموح .. تجارة الصناعات الجلدية العربية وطروحات للنهوض تحتاج لمن يترجمها
سوا نيوز – وفاء فرج-
لايختلف واقع قطاع الصناعات الجلدية العربية عن حال باقي الصناعات العربية في كل المظاهر السلبية والتراجع الواضح نتيجة الكثير من الاسباب ، بل إن هذا القطاع يبين بجلاء حجم الأزمة في إدارة الاقتصاد العربي
،وبحسب ما اكده الامين العام للاتحاد العربي للصناعات الجلدية شريف الحسن انه عندما نرى أن أكثر البلدان العربية تراجعاً في الصناعات الجلدية هي نفسها أغنى البلدان العربية بالجلود والثروة الحيوانية، ولا أدل على ذلك من القول أن السودان واليمن هما البلدان اللذان يعتبران من أوائل المصدرين للجلود على الساحة التجارية العالمية، ولكنهما بالمقابل هما من أهم المستوردين للأحذية والمنتجات الجلدية المختلفة . مبينا ان هذا الأمر لا يختلف عن باقي البلدان العربية، فعلى الرغم من امتلاك هذه الصناعة أهم ميزتين تتناغمان مع الأهداف المعلنة للسياسات الاقتصادية العربية ولتحديات التنمية المستدامة وهما تحقيق القيم المضافة وتشغيل الأيدي العاملة، حيث يعتبر قطاع الصناعات الجلدية هو أكثر القطاعات الاقتصادية إمكانيةً لتحقيق هذين الهدفين، ومع ذلك فإن الحكومات العربية ما تزال تنظر إلى هذا النشاط على أنه نشاط حرفي، ولا يعدو كونه ضرباَ من ضروب الصناعات التقليدية، في حين تنظر إليه الصين وايطاليا وألمانيا والبرازيل كأهم نشاطاتها الاقتصادية وتعامله وتعامل المشتغلين به على هذا الأساس.
يمكن الرهان عليه
وبين الحسن ان نشاط الاتحاد العربي للصناعات الجلدية في هذا الإطار يتجلى في ان الاتحاد عمل على توضيح كل ما ذكر سابقاً للحكومات العربية من خلال دراسات ومذكرات تم إرسالها مباشرةً للعديد من رؤساء الحكومات ولوزراء الصناعة والاقتصاد حول أهمية هذا القطاع وكيفية الاستفادة منه ودعمه مؤكدين لهم أن هذا القطاع يمكن الرهان عليه في دعم هائل للتنمية المستدامة.
وعقد الاتحاد عشرات المؤتمرات العربية والدولية، وأقام عشرات ورش العمل وتم رفع توصيات بهذا الخصوص للجهات المعنية في كل بلد عربي وقام الاتحاد بتنظيم عشرات المعارض المتخصصة في أكثر من بلد عربي ودعا لهذه المعارض أهم الصناعيين والتجار، إضافة إلى الشركات العالمية ورافق هذه المعارض ندوات وحوارات ومؤتمرات في سبيل إيجاد قواسم مشتركة وصيغ عمل تستفيد من المزايا النسبية والتكاملية العربية.
مشروع لانشاء شركة عربية قابضة
كما أعد الاتحاد منذ سنوات مشروعاً لإنشاء الشركة العربية القابضة لإنتاج وتسويق المنتجات الجلدية على أن تقوم هذه الشركة بتجميع عدة شركات راغبة وقائمة بالأصل في أكثر من بلد عربي بعد تقييم موجوداتها، وكذلك فتح باب الاكتتاب للأسهم لمن يرغب. وقد تم إعداد مشروع النظام الأساسي لهذه الشركة.
وبين الحسن إن هذه الشركة تستطيع أن تحقق الحيوية في مجال التجارة البينية العربية وتستطيع تحقيق الآمال المعقودة فيما يخص هذا القطاع على اتفاقية تحرير التجارة العربية مع تجنب السلبيات الحاصلة والمحتملة لسوء استخدام هذه الاتفاقية.
وقام الاتحاد بالمشاركة وبكفاءة عالية في فعاليات اتفاقية أغادير التي تضم المغرب وتونس ومصر والأردن والتي تحاول التعامل مع قطاع الصناعات الجلدية في هذه البلدان ككيان واحد, وقد تعاون مع هذه الاتفاقية بعديد النشاطات وساهم بإنجاح خططها وسياساتها, ووقع معها اتفاقيات التعاون المناسبة.
زيادة التنسيق
واكد الحسن انه بهدف زيادة التنسيق، وبعد ان افتتح الاتحاد مكتب إقليمي في الاردن يحاول افتتاح أكثر من مكتب إقليمي في كل من العراق والسودان ومصر ولبنان والمغرب وتونس وسلطنة عمان بحيث يكون أكثر اقتراباً من الشركات العربية المتخصصة وأكثر اندماجاً مع آمالها وهمومها, ولدعم تعاونها الانتاجي والتسويقي. ونظم الاتحاد زيارات عديدٍ من وفود رجال الأعمال المتخصصين لأكثر من بلد عربي وأجنبي لتلمس فرص التعاون وكسر الركود المزمن.
ونوه الحسن الى تعاون الاتحاد مع أكثر من مركز للتأهيل والتدريب لرفع سوية هذه الصناعة ورفع مستوى الأداء والجودة بما يمكنها من الحضور الجيد والمنافسة بالأسواق ،وطالب الاتحاد في كل المناسبات بضرورة ربط الاتحادات العربية المتخصصة أو بعض الاتحادات مع آليات عمل الصناديق التنموية العربية بعد أن تبين عدم جدوى كون الحكومات كوسيط بين هذه الصناديق وبين الصناعيين، وهذا لا يعني إبعاد الحكومات عن الآليات، بل يعني أن لا تستأثر الحكومات بأساليب التمويل بل أن تشارك الاتحادات المعنية بذلك ترشيداً واسترشاداً.
مشروع لتأهيل الدباغات
ونوه الحسن الى ان الاتحاد طرح على بعض الحكومات العربية، ، البدء بمشروع تأهيل يستمر خمس سنوات، ويبدأ بتأهيل الدباغات في العام الأول على أن تستكمل بقية مراحل الصناعة في أكثر من بلد عربي، ثم يتم تأهيل مصانع الأحذية على مراحل في العام التالي ….
وهكذا نصل في العام الخامس إلى تأهيل كامل من المسالخ حتى إنتاج الأحذية والمنتجات الجلدية وتسويقها.
حلول قاصرة مالم ينظر لها كهيكل واحد
واكد الحسن على انه لا يمكن معالجة أي قطاع صناعي عربي بمفرده، فالبيئة الصناعية والتنموية هي جسم واحد لا يصح فيها أي عضو إلا إذا صح البقية وبالأخص الرأس.
وعليه ، فإن كل الحلول سوف تبقى قاصرة إذا لم ينظر إلى القطاع الإنتاجي العربي كهيكلية واحدة متناغمة لا تصح إلا بتعافي كافة مفاصلها.
واقترح الحسن اصدار توصية من المجلس للحكومات العربية لتمكين الصناعيين والمنتجين العرب من امتلاك زمام صنع القرار الاقتصادي العربي عموماً وضمن بلدانهم بشكل خاص. وتوصية من المجلس لتغيير آليات صنع السياسات النقدية العربية بحيث تتماشى مع مصالح المنتجين وتلبي متطلبات تعاطيهم مع الساحات الاقتصادية الخارجية. والطلب من الحكومات العربية رفع كافة القيود الجمركية وغير الجمركية عن كافة الصناعيين دون أي تردد ، والعمل على إنشاء هيكليات إدارية منتخبة لقطاع الصناعات الجلدية ولكافة القطاعات الاقتصادية العربية في كل بلد عربي قياساً بالتجربة المصرية، وعدم إلحاق هذا القطاع بغرف الصناعة أو التجارة أو اتحاد الحرفيين حتى لا يضيع صوته في زحمة الضجيج والغوغاء ، ومخاطبة صناديق التمويل العربية والدولية لإيجاد آلية لربط الاتحادات الانتاجية مع آليات التمويل للصناديق التنموية بهدف دعم النشاطات العربية المشتركة وتقديم نموذج حي وواقعي عن إمكانية التكامل الصناعي والتجاري.
والعمل على أن يكون الاتحاد العربي للصناعات الجلدية وكافة الاتحادات عضواً مراقباً في اجتماعات الغرف الصناعية او الزراعية العربية حسب الاختصاص تمكيناً للتفاعل الايجابي.