سوا نيوز :
عشرات المواطنين يوميا نجدهم يقفون امام الافران يبيعون الخبز بسعر للربطة يصل مابين الخمسة الى السبعة الاف ليرة حسب المنطقة ، وهنا على الفور يقفز الى الذهن سؤال ،اذا كنا نحن لدينا بطاقات وبصعوبة حتى نحصل على مخصصاتنا فكيف هؤلاء يحصلون على هذا الخبز؟!
واذا كان هذا ” الدعم” يذهب لمستحقيه ، فعلى حد علم المواطن ان مخصصاته لا تكفيه فكيف وصلت هذه الكميات الى هؤلاء الباعة ،وهل يعقل انهم يبيعون مخصصاتهم ليعيشوا وماذا سيأكلون اذا كان هذا الكلام صحيح، ومن أين يحصلون على حاجاتهم من الخبز ؟!!
ربما لا نلومهم لان الوضع المعيشي أصبح صعبا جدا والتضخم التهم كل مدخراتهم ورواتبهم التي لا تكفي ليوم واحد ، الا ان هذه مشكلة وتحتاج الى حل بحيث لا يظلم المواطن ولاتهدر اموال الدولة التي بهذه الطريقة تهدر ولايستفيد منها سوى قلة قليلة من الناس وبالتالي ماهو الحل !
لاشك ان هناك اسئلة كثيرة لانجد لها اجابات ولكن كل ما أعرفه ان مادة الخبز تلقى دعما من الدولة يصل ما يفوق ١٠ الاف مليار ليرة في هذا العام ، وبالتالي ان يباع الخبز بهذه الطريقة نجد ان الدعم يذهب هدرا فكيف سيتم ضبطه؟
لاشك ان الدولة تتحمل أعباء تكاليف الدعم ولكن الى متى امام شح الموارد و وصعوبة تأمين الاقماح وتدهور وضع حالة المخابز الفنية وعدم قدرة الدولة على تكاليف اصلاحها امام قلة السيولة وارتفاع تكاليف انتاج ربطة الخبز التي اذا ما قارنا سعر ربطة الخبز التمويني بربطة الخبز السياحي سنرى فرقا كبيرا في السعرين , فسعر ربطة الخبز السياحي تجاوزت 14000 وكلفتها الحقيقية تجاوزت 10 الاف , وهذا يؤكد أن سعر ربطة الخبز التمويني تصل إلى ما بين 8000 و 9000 وهذا رقم أكده أحد الخبازين قائلا : ان تكلفة ربطة الخبز التمويني قريبة من السياحي ولكن التمويني لا يوجد فيه حليب او سكر ولذلك ممكن ان تكون تكلفتها اقل وبالتالي هنا يظهر مقدار هذا الدعم ،فبين سعر الربطة التي تباع للمواطنين من قبل أفران الدولة ب ٢٠٠ ليرة وهو سعر زهيد مقابل ما يباع فيه الخبز السياحي وبين تكلفتها الحقيقية والبالغة ٧ الاف ليرة ما يظهر حجم الدعم المقدم ، ولكن السؤال ، أليس من الاجدى لضبط الفساد والباع الجوالين امام الافران الذين يستنزفون طاقتها الانتاجية قد تكون بطرق ملتوية اضافة الى الدعم المقدم للخبز ما يشكل ذلك هدرا في المال العام، أليس اجدى ان نصرف مبالغ الدعم قيم نقدية على المواطنين ويتم تحرير سعر الخبز حتى نمنع عمليات الفساد فيه بدء من الطحين وصولا للخبز وتقديم بدل نقديا ؟
و المواطن عندما تتوفر السيولة لديه هو الذي يحدد احتياجاته والكميات التي تكفيه من الخبز بدلا من ان يذهب الدعم في مزاريب لا يعلم بها غير الله ؟!!
