السكك والاقتصاد
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /330/- استثنائي /2/
سوا نيوز :
في أغلب دول العالم كانت ولا تزال سكك الحديد شرايين الاقتصاد الحقيقية تنقل الركاب والبضائع والثقافة والعادات والفنون ما بين المدن والمناطق وهي وسائل مواصلات هامة أساساً لتقليل المسافات وتقريب الخطوات ولكنها أصبحت وبفضل التطور السريع لهذه الوسيلة من ناحية السرعة والأمان والخدمات من أهم الوسائل للانتقال والتنقل بغرض العمل والتجارة والدراسة والسياحة والقائمة تطول….
السكك الحديدية السورية ليست بأمر جديد أو طارئ، وكان الخط الحديدي الحجازي ينطلق لاتجاهات بعيدة منها ماكان إلى بيروت عبر مدينة رياق ومن قبلها سرغايا ومنها ماكان يصل إلى عمان والقدس والحمة السورية وأخيراً إلى المدينة المنورة، وشمالاً إلى حلب وأسطنبول والموصل وكانت محطات القطار مراكز تنموية مهمة انتعشت فيها الأعمال والتجارة والسياحة بشكل كبير.
السكك الحديدية تضررت خلال السنوات السابقة من النظام البائد وأغلبها توقف عن العمل، واليوم هناك حاجة اقتصادية/ اجتماعية/ ثقافية/ حضارية لإعادة بناء سكك حديد جديدة واسعة بعربات سريعة وأنيقة تتوفر فيها الخدمات الأساسية لتربط من جديد المدن والمناطق السورية كافةً شمال/ جنوب- شرق/غرب على أن تمر ضمن التجمعات السكنية الهامة وتوفر الوقت والجهد والمال ولا يمكن أن يكون هذا الاستثمار الذي يبدو ضخماً ولكنه مرتفع العائد على المدى المستقبلي من ناحية الفوائد المباشرة وغير المباشرة على هامش أولويات النهوض والتحديث ويكفي أن نتخيل التاجر أو الصناعي أو الطالب أو المدرس ينتقل بساعات قليلة بين عدة محافظات وينهي أعماله وأهدافة ويعود لمكان سكنه في زمن قياسي وأعباء بسيطة وجهد أقل.
السكك الحديدية شرايين الاقتصاد ونواقل التنمية وأسلاك المعرفة وقضبان التجارة والصناعة والخدمات وهي من الضروري أن تكون في طليعة أولويات عملية تطوير واستنهاض مشاريع البنية التحتية لسوريا الجديدة.
دمشق 23-10-2025
كتبه الدكتور عامر محمد وجيه خربوطلي
مع تحيات العيادة الاقتصادية السورية