وفداً من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ يؤكد استعدادهم لتقديم الدعم الاستثماري لسوريا بمشاريع استراتيجية، أو إسعافية، و تعزيز دور القطاع الخاص كركيزة للتعافي الاقتصادي.
سوا نيوز :
التقى النائب الأول لرئيس غرفة تجارة دمشق غسان سكر ، وكل من مهند شرف خازن الغرفة، و فريد خوري عضو المكتب التنفيذي، وفداً من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ برئاسة السيدة جوليا بيكر، وذلك في إطار متابعة نتائج زيارة القائم بالأعمال في السفارة الألمانية إلى الغرفة قبل عدة أسابيع، واستكشاف آفاق التعاون التنموي بين الجانبين.
ورحب السيد غسان سكر بالوفد الزائر، مؤكداً اهتمام مجلس إدارة الغرفة بتعزيز العلاقات مع الجهات الدولية الداعمة للتنمية في سوريا، مشيراً إلى أن “المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد، رغم ما تحمله من تحديات، تبقى أقل وطأة مما عاشته دول أخرى، والمشكلات الحالية هي نتاج تركة النظام السابق وهي في طريقها للحل”.
وطالب نائب رئيس الغرفة بدعم مشاريع التمويل متناهي الصغر، وتسريع جهود إعادة الإعمار، لا سيما في مجالات السكن، والورشات، والمعامل الصغيرة، مقترحاً الاستفادة من تجربة ألمانيا السابقة التي قامت بتشجيع الصناعيين الأتراك المقيمين على أراضيها للعودة إلى بلدهم، حاملين معهم خبراتهم وخطوط إنتاجهم، ليؤسسوا صناعات تصديرية تغذي السوق الألمانية، ولفت إلى إمكانية تطبيق نموذج مشابه مع السوريين المقيمين في ألمانيا وعودتهم إلى بلدهم ليعملوا هنا، بما يسهم في دعم الاقتصاد السوري، دون أن يتأثر الاقتصاد الألماني، وأكد أن العنصر البشري السوري يمتلك الكفاءة والخبرة والمرونة المكتسبة من عمله مع المصانع والورشات الألمانية، ليكون حجر الأساس في أي خطة تنموية سورية، مؤكداً على أهمية تطوير قطاع التقانة والبرمجة، مشيراً إلى سعي الغرفة للتحول الرقمي والمساهمة الفاعلة في هذا التوجه على المستوى الحكومي.
من جانبها، أكدت السيدة جوليا بيكر رئيسة وفد الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أن “الاقتصاد السوري واعد ويحتاج إلى دعم تنموي ممنهج”، موضحة أن الحكومة الألمانية وحكومات الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم الاستثماري لسوريا عبر مشاريع استراتيجية، أو إسعافية، مشددة على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص كركيزة للتعافي الاقتصادي.
بدوره، أشار السيد مهند شرف إلى أهمية وجود دعم سياسي من الحكومات الأوروبية لضمان نجاح الشراكات الاقتصادية، وضرورة تطوير التعليم الجامعي، بالإضافة إلى دعم قطاعات الطاقة وخاصة الكهرباء، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لدى أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

من جهته، نوّه السيد فريد خوري بأهمية التبادل التجاري الدولي ورفع مستوى معيشة المواطن السوري، مؤكداً الحاجة إلى بناء بيئة اقتصادية واجتماعية جاذبة لعودة المهجرين السوريين، إضافةً إلى دعم مشاريع تحلية المياه للنهوض بالقطاع الزراعي، مع ضرورة إدخال سوريا في نظام التحويل المصرفي العالمي بأسرع وقت، وتحديث محطات الكهرباء من خلال التعاون مع الشركات الألمانية الرائدة.
تأتي هذه الزيارة في إطار اهتمام غرفة تجارة دمشق بتنمية الشراكات الدولية واستقطاب الدعم الفني والاستثماري لمواكبة جهود إعادة الإعمار، وبناء اقتصاد وطني متين يستند إلى المعرفة والتقنيات الحديثة، بما يخدم تطلعات الشعب السوري في التنمية والاستقرار.