غرفة العمليات الاقتصادية

حديث الأربعاء الاقتصادي رقم ( 322 )

سوا نيوز :

ليست غرفة بالمفهوم المجرد من اسقف و جدران و نوافذ وليست مصطلحا اقتصاديا عالميا منتشرا و ليست غرفة انعاش اقتصادي مزودة بأجهزة تنفس صناعي لحالات مستعصية غير قابلة للمعالجة و لكنها ببساطة مفهوم إداري واستراتيجي بمضمون اقتصادي حديث مهم و متداول نسبيا و تزداد أهميتها اي الغرفة للحالة الاقتصادية السورية للمساعدة في الخروج من نفق المراوحة و ضعف الموارد و انتظار ماهو قادم من استثمارات خارجية قد تأتي في قادمات الايام و هذا أمر حسن و مرغوب و قد تتباطىء في القدوم لأسباب عديدة …
الاقتصاد السوري بحاجة للدخول إلى غرفة العمليات الاقتصادية بشكل عاجل لتحقيق أقصى درجات الكفاءة والفاعلية و النمو الاقتصادي ضمن ماهو متاح حاليا من موارد وإمكانيات مادية و مالية و بشرية و فكرية …و البقية تأتي لاحقا
واليكم التفاصيل
غرفة العمليات الاقتصادية

هي بمثابة وحدة أو مركز قيادة وسيطرة مركزي كالمفهوم العسكري الذي حرر سوريا من النظام البائد يعمل على مراقبة و تحليل وتنسيق الأنشطة والبيانات الاقتصادية في الوقت الفعلي و الحالي.
وهي تعمل اي الغرفة كـ”عقل مدبر” يجمع المعلومات من مصادر متعددة لاتخاذ قرارات اقتصادية فاعلة وسريعة في الزمان والمكان و التوقيت الامثل .

اما الأهداف الرئيسية المطلوبة عادة لمثل هذه الغرف عموما وللاقتصادالسوري بشكل خاص و بخاصة في هذه المرحلة المستجدة التي يعيشها في الزمن الجديد والهوية الحرة التنافسية لسوريا الجديدة المتجددة فهي على سبيل المثال لا الحصر .

  1. متابعة أداء المؤشرات الاقتصادية الكلية و مراقبتها بصورة مستمرة (مثل نمو الناتج المحلي التضخم، البطالة، النمو، ميزان التجارة ،ميزان المدفوعات …) والقطاعات الحيوية (الطاقة، الزراعة، الصناعة، السياحة…) وتحديد الأولويات و متابعة المتغيرات و تقييم التحديات الحالية والمستقبلية
  2. المعالجة الفورية التدخلية للمتغيرات و للصدمات الاقتصادية المفاجئة التي قد تحدث لا سمح الله سواء المحلية أو الاقليمية من خلال تنسيق جهود الجهات المعنيةالحكومية والاهلية و الداعمة للاعمال من غرف واتحادات .
  3. تكامل جهود الوزارات والهيئات الاقتصادية المالية والاتجارية والنقدية لمنع التعارض في السياسات وخلق رؤية موحدة تمنح الاقتصاد السوري أكبر قدر من التناغم و الفاعلية .
  4. توفير البيانات والتحليلات الدقيقة والمحدثة لصانعي القرار لتمكينهم من النجاح الكامل في صياغة بدائل السياسات في ضوء الإمكانيات المتاحة حاليا.
  5. استخدام طرق وأساليب النمذجة الاقتصادية والتحليل القياسي لمواجهة التحديات المستقبلية و استغلال الفرص الناشئة .

غرفة العمليات الاقتصادية هي أداة حوكمة متقدمة تهدف إلى تحويل إدارة الاقتصاد من أسلوب ردود الأفعال و الأدوات التقليدية و الممارسات الجاهزة إلى أسلوب استباقي قائم على جمع البيانات وتحليل المعلومات و قياس الاثار و تقييم النتائج، مما يسهم في رفع كفاءة السياسات الاقتصادية القطاعية من زراعة و صناعة و خدمات ورفع كفاءة السياسات المالية والاقتصادية والنقدية لحدود حاجات الاقتصاد السوري في المرحلة الحالية والمستقبلية القريبة والمتوسطة . اي تحقيق أعلى درجات العائد من الاقتصاد السوري .
انها غرفة للمعايرة و المعاينة و التركيز والتحليل لمجمل المشاكل والتحديات و إطلاق حزمة السياسات الفعالة المركزة لمواجهتها و تصحيحها في الوقت المناسب وصولا للانتصار الاقتصادي المنشود .
دمشق في ١/١٠/٢٠٢٥
كتبه الدكتور عامر محمد وجيه خربوطلي
مع تحيات العيادةالاقتصاديةالسورية

آخر الأخبار