اسماعيل : “الخرسانة النفوذة” لمواجهة شح الأمطار وتغذية المياه الجوفية
سوا نيوز : وفاء فرج-
كشف الدكتور محمود إسماعيل، أستاذ في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، عن نتائج بحث مبتكر يفتح آفاقاً جديدة لمواجهة تحديات شح الأمطار وهدر المياه، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض صناعة الإسمنت والمجبول البيتون في مدينة المعارض.
ويتمحور الابتكار حول “الخرسانة النفوذة”، وهي بلاطة أرضية خاصة تسمح للماء بالتسرب عبرها إلى باطن الأرض، لتروي التربة وتغذي المخزون الجوفي، بدلاً من أن تذهب هدراً في المجاري والبحار.
آلية عمل “الخرسانة النفوذة”
وأوضح الدكتور إسماعيل أن الخرسانة النفوذة هي “نوع من الخرسانة الخاصة التي تحتوي على نسبة فراغات متصلة”، مما يجعلها مسامية التركيب وتسمح للماء بالمرور عبرها مباشرة إلى التربة التحتية، دون أن يبقى داخل جسم الخرسانة.
وأشار إلى أن هذا الحل مناسب جداً للظروف الحالية التي تعاني فيها سورية من قلة الأمطار، أو تساقطها بشدة كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، حيث تحول هذه الخرسانة الأزمة إلى فرصة لتغذية المياه الجوفية.
توطين التكنولوجيا بمواد محلية
وأكد الدكتور إسماعيل أن هذا البحث هو مشروع ماجستير تم إنجازه في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، مشيراً إلى أن الإنجاز يكمن في إثبات إمكانية إنتاج هذا النوع من الخرسانة باستخدام المواد المحلية المتوفرة في سورية.
وبيّن أنه تم تصميم الخلطة وإجراء الاختبارات وفقاً للمواصفة الأمريكية ACI 522، للتأكد من جودتها وكفاءتها من حيث نسبة الفراغات والنفاذية والمقاومة.
مجالات الاستخدام
وأوضح الدكتور إسماعيل أن الخرسانة النفوذة لا تصلح لجميع التطبيقات بسبب محدودية مقاومتها، لكنها مثالية للاستخدام في: الأرصفة، الحدائق، ممرات المشاة، مواقف السيارات (الباركينغ)، جدران الضجيج، والطرق ذات الكثافة المرورية المنخفضة.
وختم بالإشارة إلى الفوائد البيئية للخرسانة النفوذة، حيث تصنفها الوكالة الأمريكية لحماية البيئة كأحد الأساليب التي تحمي المياه الجوفية والمياه السطحية من التلوث.

